مقياس إشكاليات الفلسفة الغربية المعاصرة: وفيه ينطلق الطالب متتبعا البدايات الأولى للفلسفة الغربية المعاصرة، والتي جاءت تبعا للإشارات التي بعثت بها الفلسفة السابقة عنها أي الفلسفة الحديثة والتي أنبأت بقرب الارتحال عن أرضيتها إلى مرحلة تنقلب فيها كل صورها وتتشكّل فيها أرضيات مختلفة، ذاك الذي يسمى بفلسفة ما بعد الحداثة أو الفلسفة المعاصرة، حيث تسارعت الحركات النقدية وظهرت الرؤى الفلسفية المتغيّرة ما انعكس على الفلسفة في موضوعاتها ومناهجها ومعجمياتها.
ليرتحل في أفق السؤال متسائلا في كل لحظة من لحظات تاريخ الفلسفة الغربية عن بنية الخطابات الفلسفة المعاصرة والتي جاءت لتعبر عن تحوّل ثقافي واجتماعي وسياسي ومعرفي يدفع به الواقع المتأزم والاشكاليات التي تم إثارتها والسياقات العلمية والثقافية والسياسية المختلفة التي عرفها القرن العشرين، حيث تغيّر الخطاب الفلسفي المعاصر في منظوراته ومعجميته وأدواته المنهجية وانعطف على منعطفات جديدة ترتبط بالعلم والأخلاق واللغة، مما جعل النص الفلسفي الذي هو أقصى ما يمكن أن تنتجه الفلسفة متماهيا مع مختلف أنواع المعرفة..
فلنستعد إذن لرحلة فكرية شيقة، نتعمق فيها في منظورات الفلسفة الغربية المعاصرة وفي أدواتها ومعظم القضايا التي أثارتها، ونرى كيف أنها قد أضاءت لنا دروب التفكير الفلسفي المعاصر.
- Teacher: barr abdelhafid