نتيجة لعدة متغيرات أصبح العالم يمثل نسيجا واحدا ليصبح من الصعب على الدول التواجد بمعزل عن غيرها، بالرغم من أن العلاقات الدولية قائمة منذ القدم حين عرف الإنسان أشكالا مختلفة من العلاقات والتي كانت تنشأ بين الكتل والتجمعات البشرية في إطار روابط الجوار نظرا إلى اضطرارها للحفاظ على بقائها وتأمين احتياجاتها.

          إلا أن تلك العلاقات وتلك الروابط لم تقوى إلا بعد قيام الدولة الحديثة بعد مختلف التطورات التاريخية التي عرفها المجتمع        الإنساني، الذي تحول فيما بعد إلى مجتمعات سياسية تحولت بدورها إلى وحدات شكلت نواة الدولة على غرار دويلات المدينة مثل المدن المصرية واليونانية والفينيقية وغيرها، والتي كانت تتميز فيما بينها بعلاقات قائمة على القوة والحروب كوسيلة لفرض سيطرة الأطراف القوية على الأطراف الضعيفة إلا أن تلك العلاقات عرفت كذلك طابعا آخر من السلمية وتبادل البعثات وفض النزاعات عن طريق ما عرف بالتحكيم