من المعلوم عند دارسي العلوم السياسية أن مقياس السياسة المقارنة يتطلب جهدا مضنيا و إلماما عميقا بتخصص العلوم السياسية بصفة عامة و مختلف العلوم ذات الصلة كعلم الاجتماع و الاقتصاد و القانون، لما يفرضه هذا المقياس من دقة في التصورات حول الظاهرة السياسية المقارنة مع ضرورة توظيف منهجية بحث جد منضبطة تفترض وجود نظرية علمية تسير وفق خطوات محددة و سابقة لعملية البحث و الدراسة، كما تستوجب كذلك معرفة واسعة بحقول السياسة المختلفة بدءا بالدولة و مؤسساتها وصولا إلى نظم السياسية على مختلف مشاربها، مرورا بالفواعل المؤثرة في العملية السياسية سواء كان التأثير داخليا أو خارجيا واسع النطاق أو ذيق المجال، لذا ينبغي على كل من يملك الرغبة في دراسة هذا المقياس العمل الدؤوب و الجد في التحصيل لكي يضع الخطوة في مكانها الصحيح و يفيد ويستفيد من دراسة مقياس السياسة المقارنة، خدمة للعلم والمجتمع.